حذر أستاذ واستشاري الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، الأفراد أو الأطفال الذين يعانون من قصر القامة من اتباع ما يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي من وجود علاجات تعمل على زيادة أطوال الأطفال قصار القامة عبر كورسات لتحفيز الطول عبر مشروبات وأغذية معينة.
وبيّن أن هذه الشائعات غير صحيحة جملة وتفصيلاً، وهدفها النصب والاحتيال، داعياً الجميع إلى عدم الانسياق وراء مضللي ومستغلي مواقع التواصل الاجتماعي في استقطاب قصار القامة، إذ سبق أن انتشرت عدة رسائل لإيهام قصار القامة بوجود برنامج كورس لتحفيز الطول من 5 - 10 سنتيمترات، عبر برنامج غذائي ومشروب للنمو وتمارين لا تحتاج إلى أجهزة؛ بل يُجريها الفرد في منزله، وذلك للفئة العمرية من 13 - 40 عاماً، ومقابل مبلغ مالي يتم إرساله أولاً لضمان التسجيل في مجموعات الواتساب والإنستغرام؛ وهذا الأمر كله تضليل لهذه الفئة واستغلال لظروفهم الصحية، فيجب الحذر.
وقال الآغا لـ«عكاظ» إن هناك عدة أسباب لقصر القامة هي التأخر الفسيولوجي للنمو وللبلوغ، اعتلال في الكروموسومات (الأمشاج) أو بسبب وجود متلازمات مرضية، الإصابة ببعض المتلازمات مثل داون، نونان، روسب سلفر، برادر ويلي، سانجد سقطي، إضافة إلى قلة وزن الطفل عند الولادة، ضعف إفراز هرمون النمو، نقص هرمون الغدة الدرقية، زيادة إفراز الغدة الكظرية الفوق كلوية، العامل النفسي، نقص التغذية، كما يبقى الغذاء الجيد أساسيا في نمو كل طفل ومن أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل للنمو هي الحليب، الكبد، اللحوم وصفار البيض والخضراوات، كما يعتمد جسم الطفل في نموه على الحديد فهو أحد المكونات المهمة في كريات الدم الحمراء، لأنه يساعد في نقل الأوكسجين إلى كل خلية من خلايا الجسم، وهناك دور مهم لهرمون النمو الذي يفرز من الغدة النخامية نتيجة بعض المستحثات الطبيعية مثل (الرياضة، النوم العميق) وهو لا يعمل بشكل مباشر، لكنه يشجع الكبد على إفراز عوامل نمو تشبه الإنسولين تسمى (السوماتوميدينز)، كما أن النوم الكافي المبكر يزيد من إفراز هرمون النمو وهذا مهم لليافعين والأطفال، لأنه يحسن من طولهم وبنيتهم الجسدية ووظائف أعضائهم، ومن الأسباب أيضاً أن يكون هناك قصر القامة العائلي الوراثي، وهنا يكون أحد الوالدين أو كلاهما قصيراً بالأصل، إذ إن للطول مورثات تنتقل من الوالدين.
وحول تعريف قصر القامة قال البروفيسور الآغا: قصر القامة هو أن يكون الطول أقل من 3% من منحنى الطول الطبيعي للطفل، وهي مشكلة شائعة عالميًا، ويقدر حدوثها بنسبة خمسة أطفال لكل 100 طفل، وبخصوص تشخيصهم فهناك مقاييس محددة وفحوصات وتحاليل تجرى، ولمزيد من التأكد من حالات تقزم الأطفال فيتم وضع طول الأم والأب على المنحنى وذلك بعد إنقاص 13 سم من طول الأب إذا كان الطفل أنثى، وإضافة 13 سم إذا كان ذكراً واعتبار سن (18) هو المكان الذي توضع عليه أطوال الوالدين، فإذا كان أحد الأبناء بعيدا عن متوسط طول الوالدين فهذا يستدعي إجراء بعض التحاليل العامة مع أشعة تقييم العمر العظمي، أما إذا كان طول الطفل ضمن المعدل الطبيعي لأطوال والديه فسيعطى موعدا آخر من ثلاثة إلى ستة أشهر لإعادة قياس الطول ومعدل النمو للتأكد من أن طول الطفل مازال ضمن معدل أطوال الوالدين.
ونصح الآغا جميع الأسر التي لديها أبناء يعانون من قصر القامة بضرورة التشخيص والعلاج مبكرًا، فذلك يساعد على أن تكون النتائج أكثر إيجابية، والذين يواصلون علاجهم بضرورة الصبر والحرص على أخذ الحقن حسب مواعيدها، فهرمون النمو لا يكون عبر حبوب أو شراب، ولكنه متوافر عن طريق إبر، وهذه الإبر تعطى تحت الجلد، وتكون بشكل يومي خلال الأسبوع، وأحيانًا يتم إعطاء يوم واحد للراحة، إذ أثبتت جميع الدراسات أن استخدام علاج هرمون النمو يوميًا قبل النوم يعطي نتائج أفضل كثيرًا من أن يستخدم يومًا بعد يوم أو في فترات متقطعة.